📁 آخر الأخبار

ما هو إنترنت الأشياء وكيف سيُحدث ثورة في حياتنا اليومية؟

تخيل أن جميع أجهزتك المنزلية وسيارتك وحتى الساعة التي ترتديها تتواصل مع بعضها البعض وتعمل بشكل ذكي لتحسين حياتك. هذا الأمر ليس خيالاً، إنه ما يُعرف بإسم إنترنت الأشياء (Internet of Things)، وهو مفهوم أحدث ثورة في الطريقة التي نتفاعل بها مع العالم من حولنا، وجعل حياتنا أكثر راحة وذكاء. فما هو إنترنت الأشياء وكيف سيُغيِّر حياتنا في المستقبل؟ .. دعونا نستكشف ذلك في هذا المقال.

ما هو إنترنت الأشياء وكيف سيُحدث ثورة في حياتنا اليومية؟
ما هو إنترنت الأشياء وكيف سيُحدث ثورة في حياتنا اليومية؟

ما هو المقصود بـ إنترنت الأشياء؟

يُقصد به الجيل الجديد من الإنترنت الذي يتيح تبادل البيانات بين الأجهزة المتصلة بالإنترنت فيما بينها بشكل تلقائي دون أي تدخل بشري، تشمل الأجهزة المنزلية الذكية والأدوات والساعات والمستشعرات والحسّاسات والأدوات الطبية مثل أجهزة مراقبة نبضات القلب.

📌 تلك الأجهزة تكون مُزودة بمستشعرات وبرمجيات تساعد في جمع البيانات وإرسالها عبر الإنترنت.
📌 على سبيل المثال يمكن للساعة الذكية (Smart Watch) مراقبة مستوى نشاطك البدني وإرسال البيانات إلى هاتفك لتحليلها، أو يمكن لمُنظِّم الحرارة الذكي ضبط درجات الحرارة بشكل تلقائي بناءً على نمط استخدامك اليومي.

إنترنت الأشياء يسعى إلى جعل حياتنا أكثر راحة من خلال الأتمتة والتفاعل السلس بين الأجهزة الذكية وبعضها البعض. ومن مميزات IoT أيضاً أنه أتاح للإنسان التحرر من المكان، فأصبح بمقدوره التحكم في الأدوات دون الحاجة إلى التواجد في مكان محدد للتعامل مع ذلك الجهاز.

كيف يعمل إنترنت الأشياء IoT ؟

إنترنت الأشياء يعتمد على أربعة مكونات رئيسية تتمثل فيما يلي :
  • الأجهزة الذكية: مثل الساعات الذكية والكاميرات التي تحتوي على مستشعرات تُستَخدم لجمع البيانات.
  • الشبكات: مثل ( Wifi و Bluetooth) والتي تتيح للأجهزة الإتصال ببعضها البعض.
  • التخزين السحابي: حيث تُخزَّن البيانات عبر الإنترنت ويتم معالجتها.
  • البرمجيات التحليلية: تُحلِّل البيانات لتقديم توصيات أو لاتخاذ قرارات تلقائية.

مثال: إذا كانت لديك سيارة متصلة بالإنترنت فإنها قد تُرسل بيانات عن موقعك وأسلوب قيادتك لتطبيق الهاتف المرتبط، لتقديم نصائح لتحسين استهلاك الوقود. ومن هنا يتضح أن الهدف من إنترنت الأشياء ليس فقط جمع البيانات، بل تحليلها واتخاذ قرارات أكثر ذكاءاً.

لماذا سمي إنترنت الأشياء بهذا الإسم؟

📡 سُمي بهذا الإسم لأنه يشير إلى شبكة من الأجهزة الذكية والأشياء المتصلة بالإنترنت، التي تتبادل البيانات تلقائياً دون تدخل بشري مما يُتيح التحكم والمراقبة عن بُعد.

أهم تطبيقات إنترنت الأشياء في حياتنا اليومية

  1. المنازل الذكية: هذه المنازل تُتيح التحكم في التكييف والإضاءة والاجهزة الكهربائية عن بُعد. فعلى سبيل المثال يمكنك تشغيل التكييف قبل الوصول إلى المنزل من خلال تطبيق على هاتفك، أو برمجة الأنوار لتُضيئ تلقائياً عند دخولك للغرفة.
  2. الرعاية الصحية: تُستخدم في قطاع الرعاية الصحية أجهزة متصلة بالإنترنت لمراقبة صحة المرضى عن بُعد، مثل أساور اللياقة وأجهزة مراقبة نبضات القلب. يمكن لهذه الأجهزة إرسال إشعارات فورية للأطباء في حال وجود أية مشكلة.
  3. الصناعة والنقل : في المصانع يتم إستخدام أجهزة إستشعار لمراقبة الآلات وتحديد الأعطال قبل وقوعها مما يُقلل من تكاليف الصيانة. وفي قطاع النقل تُساعد السيارات المتصلة بالإنترنت في تحسين السلامة وتقديم تحديثات فورية بخصوص حالة الطرق.
  4. المدن الذكية: تُستَخدم IoT في المدن الذكية لتحسين حركة المرور وتوفير الطاقة وإدارة المياه، ويمكن لأنظمة الإشارات الذكية تقليل الإزدحام المروري من خلال تغيير أوقات الإشارات بناءً على حركة السير.

كيف سيغير IoT حياتنا في المستقبل؟ 

1. زيادة الإنتاجية

إنترنت الأشياء يوفر أدوات ذكية تساعد على أتمتة المهام التي كانت تأخذ وقتاً في السابق وتتطلب جهد كبير، ففي المصانع تُتيح المُستشعِرات الذكية مراقبة الآلات باستمرار واكتشاف الأعطال قبل حدوثها مما يُقلل من إحتمالية توقف الإنتاج. كما يمكن للأنظمة الذكية تنظيم الإجتماعات وجدولة المهام تلقائياً، مما يسهل على الموظفين ويساعدهم في التركيز على المهام الأساسية.

2. تجربة مخصصة

تتيح تقنيات IoT تقديم تجربة شخصية بناءًا على أنماط إستخدام الأفراد. فعلى سبيل المثال تطبيقات التسوق المتصلة بالإنترنت يمكنها تحليل سلوكيات المستهلك وتقديم اقتراحات وعروض دقيقة للمنتجات التي قد يرغب في شرائها. وأيضاً السيارة الذكية يمكنها ضبط المقاعد ودرجة الحرارة تلقائياً وفقاً لتفضيلات السائق.

3. التحكم عن بُعد في الأجهزة والأنظمة 

إنترنت الأشياء يوفر لنا إمكانية التحكم في الأجهزة والأنظمة عن بُعد باستخدام تطبيقات الهاتف الجوال أو الأوامر الصوتية. فعلى سبيل المثال يمكن تشغيل أنظمة التدفئة والتبريد قبل وصولك إلى المنزل، أو إطفاء الأضواء عن بُعد في حال نسيانها ، وفي الزراعة يمكن مراقبة و رش الحقول عن بُعد بواسطة أجهزة إستشعار متصلة.

4. تحسين الرعاية الصحية والمتابعة الدقيقة

يمكن لأجهزة IoT القابلة للإرتداء مثل الأساور الذكية مراقبة النشاط البدني للجسم ومعدل ضربات القلب ومستويات الأوكسجين في الدم وإرسال هذه البيانات للأطباء في الوقت الفعلي، مما يساعد في الكشف المبكر عن أي أزمة صحية.

المخاطر المحتملة لإنترنت الأشياء

  • الأمان والخصوصية: حيث يمكن للأجهزة المتصلة بالإنترنت أن تكون عرضة للإختراق مما يشكل خطراً على بيانات المستخدمين.
  • البنية التحتية: هذه الأنظمة تحتاج لشبكات إنترنت عالية السرعة لكي تعمل بكفاءة، وهو الشيء الذي قد يكون غير متوفر بكل الأماكن.
  • تكلفة الأجهزة الذكية: قد تكون تلك الأجهزة غالية الثمن مما يجعلها غير متاحة للجميع.
  • إدارة البيانات الضخمة: العدد الكبير من البيانات التي تجمعها الأجهزة الذكية يتطلب تقنيات متقدمة.

ما هي عيوب إنترنت الأشياء؟

1- إنتهاك الخصوصية: الأجهزة المتصلة بالإنترنت تجمع بيانات كثيرة من المستخدمين مثل الموقع الجغرافي والأنشطة والعادات اليومية.
2- المخاطر الأمنية: كثرة الأجهزة المتصلة بالإنترنت يزيد من احتمالية التعرض لهجمات سيبرانية، بالإضافة إلى أن بعض الأجهزة تكون ضعيفة الأمان مما يجعلها أكثر عرضة للإختـراق.
3- التكلفة العالية: حيث تتطلب تلك الأنظمة إستثمارات كبيرة في البنية التحتية والأجهزة، بالإضافة إلى المتابعة والصيانة الدورية.
4- مشكلات في الإتصال: لأن انترنت الأشياء يعتمد على الإتصال المستمر بالشبكة، الأمر الذي يجعله عرضة للتعطل عند حدوث أي مشاكل في الإنترنت. 
5- عدم توافق الأجهزة: الأجهزة التي تكون من شركات مختلفة ربما تكون غير متوافقة مع بعضها البعض مما يؤدي لصعوبة في التكامل.
6- تَعقُّد الإدارة: عندما يزداد عدد الأجهزة المتصلة يكون من الصعب إدارة جميع الأنظمة بشكل فعّال. 
7- إستهلاك الطاقة: بعض الأجهزة تحتاج إلى كثير من الطاقة، مما قد يزيد من الاستهلاك ويُشكل تحدياً بيئياً.
8- تأثيرات بيئية: تصنيع أجهزة إنترنت الأشياء يتطلب موارد كبيرة وقد يؤدي التخلص من الأجهزة القديمة إلى حدوث مشاكل بيئية تتعلق بالنفايات الإلكترونية.
9- مشاكل قانونية: عدم وجود قوانين واضحة لتنظيم استخدام الأجهزة الذكية قد يؤدي لحدوث سوء إستخدام للبيانات.
10- تأثير سلبي على سوق العمل: عملية الأتمتة التي تعتمد على إنترنت الأشياء قد تحل محل بعض الوظائف التقليدية، مما يؤدي لفقدان الوظائف في بعض قطاعات سوق العمل. وبرغم ذلك قد تظهر فرص عمل جديدة في مجالات إدارة الأنظمة وتحليل البيانات.

الأسئلة الشائعة (FAQ)

كيف يعمل إنترنت الأشياء؟

إنترنت الأشياء يعتمد على ثلاثة عناصر: أجهزة الإستشعار لجمع البيانات، الإنترنت لإرسال البيانات، وأنظمة تحليل البيانات لتحويل تلك المعلومات إلى إجراءات. فعلى سبيل المثال يمكن لجهاز ذكي ضبط درجة الحرارة تلقائياً عند وجود أشخاص في المنزل.

ما الفرق بين إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي؟

إنترنت الأشياء يُركز على توصيل الأجهزة وجمع البيانات، إنما الذكاء الإصطناعي يعتمد على تحليل هذه البيانات واتخاذ قرارات ذكية. بمعنى أن IoT يوفر البيانات والذكاء الاصطناعي يعالجها من أجل تحقيق نتائج أفضل.

ما هي توقعات المستقبل لإنترنت الأشياء؟

يتوقع الخبراء أن يلعب إنترنت الأشياء دور حيوي في تشكيل المستقبل وتحسين كافة جوانب الحياة، لكنه قد يواجه بعض التحديات في الأمان والبيئة.

هل يُشكل إنترنت الأشياء خطراً على الخصوصية؟

نعم، قد يُشكِّل خطراً إذا لم يتم تأمين كل البيانات، حيث يمكن للقراصنة استغلال الثغرات الأمنية.

في الختام نود القول أن إنترنت الأشياء أصبح بلا شك أحد المحركات الرئيسية للتحول الرقمي في عالمنا، ومع استمراره في النمو ستصبح حياتنا أكثر راحة وذكاء، والاستفادة من هذه التكنولوجيا تعتمد على إدراك التحديات المرتبطة بها واتخاذ كافة التدابير لحماية تلك البيانات. هل أنتم مستعدون لهذا المستقبل الذكي؟ شاركونا آرائكم في التعليقات.

ندعوكم أيضاً للإشتراك في قائمتنا البريدية لمتابعة كل ما هو جديد عن التقنية ولتكونوا جزءًا من هذه الثورة الرقمية. 📩
خالد حسن
خالد حسن
كاتب ومُدوّن خبير في مجال التقنية. أعبّر عن شغفي بالكتابة من خلال تقديم محتوى مُتقن ومفيد يواكب أحدث الاتجاهات التكنولوجية. أسعى دائمًا لتلبية اهتمامات القُرَّاء وتقديم كل ما هو مفيد لهم، سواء في عالم التقنية أو في مختلف المواضيع التي تهمهم.
تعليقات