شهدت التكنولوجيا القابلة للإرتداء تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. بدءاً من الساعات الذكية التي تُراقب الصحة وتُسهِّل التواصل، وصولاً إلى الأجهزة المتطورة التي تجمع البيانات وتُحسِّن جودة الحياة. وفقاً للإحصائيات فإن مبيعات هذه الأجهزة تتزايد سنوياً بشكل كبير مما يطرح تساؤلات حول مستقبلها وكيف ستُّغير حياتنا أكثر في السنوات القادمة.
مستقبل التكنولوجيا القابلة للإرتداء
في هذا المقال سنأخذك في جولة شاملة لاستكشاف التقنيات القابلة للإرتداء وأبرز تطوراتها، وفوائدها، والتحديات التي تواجهها. مع نظرة ثاقبة على المستقبل المُذهل لهذه التكنولوجيا.
ماذا يُقصد بالتقنيات القابلة للإرتداء؟
التكنولوجيا القابلة للإرتداء عبارة عن أجهزة إلكترونية يمكن ارتداؤها على الجسم أو دمجها مع الملابس أو الإكسسوارات. تتنوع هذه الأجهزة بين (الساعات الذكية، النظارات الذكية، السماعات اللاسلكية) وحتى الأساور الصحية التي تُراقِب مؤشرات الجسم. تتميز هذه التقنيات بقدرتها على التفاعل مع المستخدم من خلال جمع البيانات الحيوية والإتصال بالهواتف الذكية، وتقديم حلول فورية تساعد على تحسين الأداء الشخصي والمهني.
هذه الأجهزة تُعتبر امتداد لتطور الهواتف المحمولة والحواسيب، حيث تُضفي طابع عملي وسهولة في الاستخدام من خلال ارتدائها مُباشرةً، ومن أكثر الأجهزة القابلة للإرتداء شيوعاً واستخداماً في الوقت الحالي الساعات الذكية Smart Watch. أصبحت العديد من شركات التكنولوجيا تمتلك نسختها الخاصة من الساعات الذكية ولكن الأكثر شهرة على الإطلاق هي Apple Watch. ومن بين الشركات الأخرى أيضاً التي تمتلك نسختها الخاصة من تلك الساعات Samsung وبعض الشركات الأخرى.
تطور التكنولوجيا القابلة للإرتداء
بدأت الأجهزة القابلة للإرتداء بفكرة بسيطة ترتكز على تتبُّع الأنشطة البدنية مثل (عد الخطوات ومراقبة معدل نبضات القلب) باستخدام أجهزة استشعار مُدمجة.
في منتصف القرن العشرين ظهرت بعض الإبتكارات البدائية مثل ساعات الحاسبة من Casio والتي كانت من أول الأدوات التقنية القابلة للإرتداء، والتطور الحقيقي بدأ في العقدين الأخيرين مع دخول كبرى الشركات التكنولوجية إلى المجال مثل Apple و Samsung.
أصبحت الساعات والنظارات الذكية تقدم وظائف متقدمة تشمل تتبع الحالة الصحية والتواصل الذكي، والإندماج مع تطبيقات الهواتف الذكية.
ومع دخول تقنيات مثل الذكاء الإصطناعي وإنترنت الأشياء (IoT) أصبحت الأجهزة القابلة للإرتداء أكثر دقة وذكاء مما يُتيح جمع البيانات بطرق فورية بدءاً من مراقبة الحالة الصحية وصولاً إلى تسهيل الحياة اليومية.
التطور المستقبلي لهذه التكنولوجيا يتجه نحو الأجهزة التي يمكن غرسها داخل الجسم والتفاعل معها بطرق أكثر سلاسة.
كيف تعمل الأجهزة القابلة للإرتداء؟
تعتمد الأجهزة القابلة للإرتداء على مجموعة من المُستشعِرات المدمجة داخلها، والتي تكون مسؤولة عن جمع البيانات الحيوية والحركية من الجسم أو البيئة المُحيطة، وتعمل هذه المستشعرات على مراقبة نشاط المستخدم في الوقت الفعلي.
مثال: الساعات الذكية تحتوي على مستشعرات لقياس معدل ضربات القلب وضغط الدم، ومستويات الأكسجين في الدم. وتقوم هذه الأجهزة بنقل البيانات إلى الهاتف الذكي عبر البلوتوث أو Wifi وتتم معالجتها وعرضها في تطبيقات مخصصة.
هناك بعض الأجهزة تعمل باستخدام GPS لتتبُّع الحركة، وتقنيات الواقع الإفتراضي التي تمكن المستخدمين من التفاعل مع العالم الإفتراضي. وبفضل التطور التكنولوجي أصبحت الأجهزة أكثر دقة وكفاءة، وأصبحت تُتيح التواصل الصوتي أو التحكم عن طريق الإيماءات مما يُحسِّن من تجربة المستخدم ويجعلها أسهل من أي وقت مضى.
ما الذي تستطيع فعله الأجهزة القابلة للإرتداء؟
يمكن للأجهزة القابلة للإرتداء تقديم العديد من الوظائف الحيوية والعملية بهدف جعل حياة المستخدم أكثر سهولة وتنظيم، ومن أبرز ما تستطيع هذه الأجهزة فعله :
1) مراقبة الصحة: مثل تتبع معدل ضربات القلب، قياس مستوى الأكسجين، تتبع النوم، وتنبيه المستخدم في حال وجود أي مشاكل صحية.
2) تحسين اللياقة البدنية: تُساعد هذه الأجهزة في تسجيل الأنشطة البدنية اليومية مثل المشي، الجري، وركوب الدراجة، وتُقدم خطط تدريب شخصية بناءً على البيانات المُجمَّعة.
3) تسهيل عملية التواصل: بفضل الساعات الذكية Smart watch أصبح من السهل الرد على المكالمات وقراءة الرسائل النصية والبريد الإلكتروني دون الحاجة إلى الهاتف.
4) الدفع الإلكتروني: بعض الأجهزة الحديثة أصبحت تدعم تقنيات الدفع اللاتلامسي NFC مما يُسهِّل إجراء المعاملات المالية.
5) تطبيقات الأمن والسلامة: يُمكن لبعض الأجهزة إرسال إشعارات استغاثة أو تتبُّع موقع المستخدم في حالات الطوارئ.
ما هي فوائد الأجهزة القابلة للإرتداء؟
تحسين الصحة العامة: تُساعد هذه الأجهزة على مراقبة العلامات الحيوية مثل معدل ضربات القلب ومستويات النشاط البدني، مما يُساعد في التنبؤ بالأمراض المُحتملة لاتخاذ الإجراءات الوقائية على الفور.
توفير الوقت والجهد: بفضل الأجهزة القابلة للارتداء يمكن للمستخدمين إجراء المكالمات والرد على الرسائل دون الحاجة إلى حمل الهاتف.
زيادة الأمان الشخصي: تساهم هذه الأجهزة في تتبع المواقع وتقديم تنبيهات طوارئ مما يجعلها مفيدة في حالات الطوارئ أو لكبار السن.
تعزيز اللياقة البدنية: تقدم تقارير دقيقة حول الأنشطة اليومية وتساعد المستخدم على تحقيق أهدافه الصحية.
تحسين الإنتاجية: تُتيح هذه الأجهزة متابعة الجداول الزمنية وتلقي الإشعارات المهمة، وإدارة المهام اليومية بسهولة.
ما هي عيوب التكنولوجيا القابلة للإرتداء؟
على الرغم من الفوائد العديدة للأجهزة القابلة للإرتداء إلى أن هناك بعض العيوب التي يجب معرفتها:
1- قصر عُمر البطارية: نظراً للوظائف العديدة، قد تحتاج هذه الأجهزة إلى الشحن بشكل متكرر مما قد يُسبب إزعاجاً.
2- الخصوصية والأمان: تُجمع الكثير من البيانات الشخصية بواسطة هذه الأجهزة، مما يُثير مخاوف حول الخصوصية واحتمال تعرُّض البيانات للاختراق.
3- التكلفة المرتفعة: الأجهزة الأصلية عالية الجودة تأتي بأسعار مرتفعة قد لا مناسبة للجميع.
4- عدم الدقة أحياناً: بعض المستشعرات قد تُظهِر قراءات غير دقيقة خاصةً عند مقارنتها بأجهزة طبية متخصصة.
5- الحاجة إلى الإتصال بالهواتف: تعتمد بعض الأجهزة بشكل أساسي على الهواتف الذكية مما يُقيِّد امكانية استخدامها بشكل مستقل.
ما هي الأجهزة الذكية القابلة للإرتداء؟
الساعات الذكية: مثل Apple Watch و Galaxy Watch.
الأساور الصحية: مثل Fitbit Band و Xiaomi Mi.
النظارات الذكية: مثل Google Glass.
الأجهزة الطبية: مثل أجهزة تنظيم ضربات القلب، وأجهزة مراقبة الجلوكوز بالدم.
ماذا تقيس الأجهزة القابلة للإرتداء؟
تقوم الأجهزة القابلة للارتداء بقياس معدل نبضات القلب، مستويات الأكسجين في الدم، ضغط الدم، السعرات الحرارية، أنماط وجودة النوم، معدل اللياقة البدنية للجسم.
في الختام، يُمكن القول أن التكنولوجيا القابلة للإرتداء أصبحت جزء من حياتنا اليومية بفضل قدرتها على تحسين جودة الحياة وتعزيز الوعي الصحي والعملي. لقد ساهمت هذه الأجهزة في ربط الإنسان بالتكنولوجيا بطريقة أكثر سهولة وكفاءة، ومع إستمرار تطور هذه التقنيات يبدو أن مستقبلها يحمل لنا المزيد من المفاجآت التي ستُغيِّر من الطريقة التي نتفاعل بها مع العالم من حولنا.
إذا أعجبك المقال او كانت لديك أي استفسارات حول الأجهزة القابلة للإرتداء وتطوراتها، لا تتردد في ترك تعليقك أدناه. كما ندعوك لمتابعة موقعنا لحظات تقنية لمزيد من المقالات التقنية المميزة والشاملة. نحن هنا دائماً لنُقدِّم لك كل جديد ومفيد في عالم التكنولوجيا!
أسئلة شائعة
تعتبر الساعات الذكية مثل Apple watch و Samsung galaxy watch والأساور الصحية مثل Fitbit من أشهر الأجهزة القابلة للارتداء حالياً، أضِف لذلك نظارات الواقع المعزز مثل Galaxy Glass وأجهزة مراقبة الصحة ونبضات القلب.
تمتاز الأجهزة القابلة للارتداء بصغر حجمها وإمكانية ارتدائها بسهولة، بالإضافة لقدرتها على جمع البيانات الصحية والتواصل مع الأجهزة الذكية. بينما الأجهزة التقليدية كالهواتف والحواسيب أكبر حجماً وأقل عملية للاستخدام اليومي أثناء التنقل.
تُساهم هذه الأجهزة في تتبع معدل ضربات القلب، وقياس جودة النوم، ومستوى النشاط البدني، وعدد السعرات الحرارية المحروقة. كما أنها تُنبِّه المُستخدِم في حال وجود تغييرات غير طبيعية في المؤشرات الصحية، مما يُساعد على اتخاذ إجراءات وقائية.
نعم، معظم الأجهزة القابلة للإرتداء آمنة لكنها قد تُثير مخاوف حول الخصوصية، لأن البيانات الصحية تُخزَّن غالباً في تطبيقات سحابية. لذلك يُنصح باستخدام أجهزة من شركات موثوقة وتفعيل إعدادات الأمان للحفاظ على الخصوصية أثناء الإستخدام.
تشمل الأجهزة الطبية القابلة للإرتداء: الساعات الذكية المزودة بمستشعرات لقياس معدل ضربات القلب ومستويات الأكسجين في الدم، وأجهزة تتبُّع النشاط البدني، والأساور التي تُراقب مستوى السكر لمرضى السكري.كما توجد أجهزة أكثر تطوراً مثل رقع استشعار ضغط الدم وأجهزة تخطيط القلب المحمول.