 |
| ما هي تقنية NFC؟ وكيف ستغير حياتنا؟ |
ستتعرف هنا على كل ما تحتاج معرفته حول NFC وكيفية استخدامها في حياتك اليومية لتحسين تجربتك مع الأجهزة الذكية، سنَعرِض لك أبرز تطبيقات تقنية NFC وكيف يُمكن أن تُساهم في تسهيل حياتك اليومية، فتابع القراءة لاكتشاف كيف ستُغير هذه التقنية طريقة تفاعلك مع الأجهزة الذكية.
ما هي تقنية NFC؟
تقنية NFC أو الإتصال قريب المدى (Near Field Communication) هي وسيلة إتصال لاسلكي تعتمد على موجات الراديو لتبادل البيانات بين جهازين قريبين من بعضهما البعض، وهذه المسافة عادةً لا تتجاوز 10 سنتيمترات.
ظهرت تقنية NFC أول مرة في أوائل العقد الحادي والعشرين، وأصبحت جزءاً من الأجهزة الحديثة كالهواتف، والساعات والبطاقات الذكية. ما يُميز هذه التقنية عن تقنيات الإتصال الأخرى (Bluetooth و wifi) هو بساطتها وسرعتها ، فليس هناك حاجة لإدخال كلمة سر أو إجراء عمليات إقتران مُعقدة، فاقتراب الجهازين كافي لإنشاء اتصال فوري.
أضِف لذلك أن تقنية الدفع اللاتلامسي NFC تعمل باستخدام نطاق التردد 13.56 ميجاهرتز، وهي قادرة على تبادل البيانات بمعدلات تصل لـ 424 كيلوبت في الثانية، وهذا الأمر يجعلها مثالية للتطبيقات التي تحتاج لتبادل سريع وآمن للمعلومات.
كيف تعمل تقنية NFC؟
- الشرط الأول هو أن تتواجد شريحة NFC للاستقبال والإرسال في كلا الجهازين التي ستتم بينهما عملية الإتصال ونقل البيانات. مثل: الهاتف، البطاقة الإلكترونية، وجهاز الدفع الإلكتروني.
- تعتمد تقنية NFC على موجات الراديو لإنشاء مجال كهرومغناطيسي بين جهازين مزودين بشريحة NFC مما يسمح بتبادل البيانات بينهم.
- الإتصال لا يتم إلا على مسافة قريبة جداً لا تتجاوز 10 سنتيمترات، لضمان الأمان وتقليل فرص إختراق الإشارة.
- هناك نوعان من الأجهزة: أجهزة نشطة مثل الهواتف الذكية التي تُرسِل وتستقبل البيانات، وأجهزة غير نشطة مثل البطاقات الذكية التي تعتمد على طاقة الجهاز النَشِط لتعمل.
- هناك أنواع لوضع الإتصال: في الوضع النشط كلا الجهازين يُرسلان ويستقبلان البيانات، وفي الوضع غير النشط جهاز واحد فقط يُرسِل البيانات والثاني يستقبلها، وفي وضع المحاكاة الجهاز النشط يُحاكي بطاقة ذكية لإجراء المدفوعات أو الوصول لمعلومات محددة.
- تتميز تقنية NFC بسهولة التشغيل، فبمجرد تقريب الأجهزة من بعضها يتم تفعيل الإتصال تلقائياً دون الحاجة لإدخال كلمات مرور أو إعدادات مُسبقة.
- البيانات المُرسَلة عبر NFC تكون مُشفَّرة مما يجعلها آمنة للغاية عند نقل المعلومات الحساسة كبيانات الدفع.
- تقنية NFC تُعتَبر موفرة للطاقة، حيث أن الأجهزة النشطة تستهلك قدراً ضئيلاً من الطاقة، والأجهزة غير النشطة لا تحتاج إلى مصدر طاقة داخلي.
- تُستَخدم NFC في الدفع الإلكتروني، تبادل الملفات، توصيل الأجهزة الذكية، وتفعيل الأجهزة الأخرى بسرعة وسهولة.
فوائد تقنية NFC
تقنية NFC تقدم العديد من الفوائد التي تجعلها مثالية للعديد من التطبيقات في حياتنا اليومية، مثل الدفع الإلكتروني والتفاعل بين الأجهزة. مع استمرار تطورها يتوقع أن يكون لها دوراً أكبر في تحسين الأمان وزيادة الكفاءة في الصناعات المختلفة. فيما يلي نستعرض أبرز الفوائد التي تقدمها تقنية NFC:
- سهولة الإستخدام: تقنية NFC تُتيح إتصال فوري بين جهازين بمجرد اقترابهم من بعضهم، دون الحاجة لإدخال كلمات مرور أو إعدادات معقدة، مما يجعل استخدامها بسيط وملائم لكل المستخدمين.
- أمان عالي: البيانات التي يتم نقلها عبر NFC تكون مشفرة تماماً، مما يضمن أمانها أثناء النقل خاصةً في العمليات الحساسة مثل الدفع الإلكتروني ونقل البيانات الشخصية.
- توفير الطاقة: الأجهزة التي تدعم NFC وخاصةً الأجهزة غير النشطة مثل البطاقات الذكية، تستهلك طاقة منخفضة للغاية وقد لا تستهلك طاقة مُطلقاً مما يُعزز من كفاءة استخدامها.
- سرعة الأداء: تتم عملية الإتصال ونقل البيانات بسرعة عالية مُقارنةً بتقنيات أخرى مثل (بلوتوث)، مما يجعلها مثالية للاستخدام في الدفع اللاتلامسي والمواقف التي تتطلب تبادل بيانات سريع.
- تعدد الإستخدامات: يُمكن إستخدام NFC في مجموعة واسعة من التطبيقات مثل الدفع الإلكتروني، مشاركة الملفات، الدخول للأماكن العامة، تفعيل الأجهزة الذكية بالمنزل، وغيرها من الاستخدامات الأخرى.
- تجربة مستخدم مُرِيحة: تُقدِّم تقنية NFC تجربة سلسة وسهلة للمستخدمين سواء في الدفع عبر الهواتف الذكية أو مشاركة البيانات، أو حتى تفعيل الأجهزة بدون الحاجة لتفاعل مُعقَّد.
- التكامل مع الأنظمة الحديثة: العديد من الهواتف الذكية والأجهزة الأخرى تدعم تقنية الـ NFC مما يجعلها جزءاً أساسياً في العديد من الأنظمة الحالية كأنظمة الدفع الإلكتروني، وأنظمة النقل الذكية.
مكونات تقنية NFC
تعتمد تقنية NFC على ثلاثة مكونات رئيسية متمثلة في (الشريحة الإلكترونية، الهوائي، البرنامج المسئول عن إدارة الإتصال) وسنشرح كل منهم على حدى فيما يلي:
- الشريحة الإلكترونية: تُعتَبر بمثابة العقل المُدبِّر لتقنية NFC، فهي تحتوي على البيانات وتُدِير عملية الإتصال ، وتأتي تلك الشريحة بأحجام صغيرة جداً مما يجعل من السهل تضمينها في الهواتف الحديثة والبطاقات والملصقات الذكية.
- الهوائي: له دور أساسي في إنشاء المجال الكهرومغناطيسي الذي يسمح بإنشاء الإتصال بين الأجهزة المختلفة، وهو موجود في أجهزة NFC النشطة والغير نشطة.
- برنامج إدارة الإتصال: يُدير الإتصال والبيانات المتبادلة بين الأجهزة، فعلى سبيل المثال عند استخدام NFC في الدفع يتولى البرنامج إدارة تشفير البيانات لضمان وصولها بشكل آمن للطرق الآخر.
إستخدامات تقنية NFC
[1] الدفع الإلكتروني: يُعد من أبرز استخدامات تقنية NFC، فهي تُستخدم في أنظمة دفع مختلفة مثل Google Pay و Apple Pay. يُمكن للمستخدمين تقريب هواتفهم من نقاط البيع لإجراء عمليات الدفع بسرعة دون الحاجة لبطاقات مصرفية، مما يجعل العملية أكثر أماناً إذ لا يحتاج المستخدم إلى تسليم بطاقته لشخص آخر أو إدخال بياناته بشكل يدوي.
[2] البطاقات الذكية: مثل بطاقات النقل العام وبطاقات الدخول للفعاليات أو المباريات بدلاً من التذاكر الورقية والبلاستيكية، حيث يمكن للمستخدمين تمرير بطاقاتهم أو هواتفهم المزودة بشريحة NFC للدخول إلى الحافلات أو القطارات أو المباني.
[3] مشاركة البيانات بسرعة: تُتيح NFC سرعة في مشاركة البيانات سواء كنت تود إرسال صورة، جهة إتصال، أو حتى ملف، يمكنك تقريب هاتفك من جهاز آخر لإنشاء إتصال سريع وآمن.
[4] تحسين تجربة العملاء: من خلال NFC يمكن تحسين تجربة العملاء في الأعمال المختلفة، من خلال وضع ملصقات NFC تَعرِض عروضاً خاصة أو لتسهيل عملية تسجيل الدخول للشبكات اللاسلكية للعملاء بمجرد تمرير هواتفهم.
[5] تخصيص الأجهزة الذكية: في المنزل يمكن إستخدام تقنية NFC لتوصيل الأجهزة المنزلية الذكية أو لضبط اعداداتها. بمجرد تقريب هاتفك من الجهاز ستتمكن من ضبط الإعدادات مثل درجة الحرارة أو قائمة التشغيل الموسيقية المفضلة لديك.. إلخ.
كيف تحمي بياناتك عند إستخدام تقنية NFC؟
يُعد الأمان من أهم مميزات تقنية NFC وخصوصاً مع استخدامها بشكل متزايد في السنين الأخيرة في العمليات الحساسة كالدفع الإلكتروني. وتعتمد NFC على طبقات أمان عدة من أجل حماية بياناتك أثناء مشاركتها مع الأجهزة الأخرى.
- نطاق الإتصال المحدود: بخلاف Bluetooth و Wifi، نطاق عمل الـ NFC محدود جداً مما يُقلل من إحتمالية إعتراض الإشارة من أطراف خارجية.
- تشفير البيانات: أثناء تبادل البيانات بين الأجهزة المتصلة، يتم تشفير المعلومات لضمان عدم إمكانية قراءتها أو تعديلها من قِبَل المُتسللين.
- المصادقة الثنائية: العديد من التطبيقات التي تعتمد على خاصية NFC مثل (أنظمة الدفع) تتطلب المصادقة الثنائية مثل بصمة الإصبع أو رمز PIN لإنشاء طبقة حماية إضافية.
- عدم التخزين المحلي: لا يتم تخزين بيانات حساسة مُباشرةً على شريحة NFC مثل تفاصيل بطاقات الإئتمان، بل يتم الوصول لها عبر خوادم آمنة عند الحاجة.
إحصائيات حول تقنية NFC
مع الإنتشار الواسع لتقنية NFC أصبح من الواضح أنها تلعب دوراً كبيراً في السوق العالمي الآن، وفيما يلي بعض الإحصائيات التي تُسلِّط الضوء على أهمية تلك التقنية في الحياة اليومية:
- وفقاً لتقارير حديثة، يتوقع أن يصل حجم سوق تقنية NFC إلى 50 مليار دولار بحلول عام 2028.
- حوالي 90٪ من الهواتف الذكية أصبحت تدعم تقنية NFC الآن، مما يعكس الإنتشار الكبير لهذه التقنية بين المستخدمين.
- أنظمة الدفع الإلكتروني القائمة على NFC مثل Google Pay و Apple Pay تُستَخدم الآن في أكثر من 150 دولة حول العالم.
- حوالي 60٪ من محطات النقل العام في العالم تعتمد على تقنية NFC لتسهيل الدفع والوصول.
التحديات التي تواجه تقنية NFC
رغم المزايا العديدة التي توفرها تقنية NFC إلا أن هناك بعض التحديات التي قد تُعيق استخدامها بشكل أكبر.
النطاق المحدود للإتصال
من أبرز سمات NFC أنها تعمل ضمن نطاق صغير للغاية لا يتجاوز 10 سنتيمترات، وهذه السمة تُعتبر ميزة كبيرة من ناحية الأمان حيث تقلل من إحتمالية إعتراض البيانات من قِبَل جهات خارجية، ومع ذلك فإنها تمثل عائقاً في بعض السيناريوهات التي تحتاج إتصال لمسافات بعيدة.
قد تكون هذه الخاصية غير عملية في حالات مثل مشاركة الملفات بين الأجهزة في بيئات مزدحمة، أو تشغيل أنظمة الدفع في محطات النقل المزدحمة، حيث يحتاج المستخدمون إلى تفاعل سريع دون عناء. لهذا السبب قد يُفضِّل بعض المستخدمين تقنيات أخرى مثل "البلوتوث" الذي يوفر نطاق أوسع بكثير من النطاق الذي يوفره NFC.
التكلفة العالية للبنية التحتية
- بالرغم من أن شرائح NFC منخفضة التكلفة وسهلة التصنيع، إلا أن المشكلة تَكمُن في إنشاء البنية التحتية اللازمة لدعمها.
- تحتاج الشركات إلى الإستثمار في أجهزة متطورة تدعم NFC لاستقبال المدفوعات أو تنفيذ العمليات الأخرى، وهذه الأجهزة تكون مُكلِّفة وتتطلب صيانة دورية.
- تطبيق تقنية NFC في المنازل الذكية يتطلب أجهزة مُجهَّزة، مما يجعلها غير مناسبة لمن يبحثون عن حلول منخفضة التكلفة.
المنافسة مع التقنيات الأخرى
تقنية NFC ليست الحل الوحيد المتاح للتواصل اللاسلكي أو المدفوعات الرقمية، فهي تواجه منافسة شديدة من تقنيات أخرى مثل Bluetooth و QR Code.
- البلوتوث: يوفر نطاقاً أكبر وقدرات أعلى في نقل الملفات والإتصال بين الأجهزة، كما أنه متاح على جميع الهواتف الذكية دون الحاجة لأجهزة أو بنية تحتية إضافية.
- الـ QR Code: يُعتبر بديلاً شائعاً للـ nfc ، وهو سهل الإستخدام في عمليات الدفع ومشاركة المعلومات. حيث لا يتطلب أجهزة إضافية ويمكن استخدامه ببساطة عن طريق الكاميرا الموجودة بالهاتف، وهذه المنافسة تجعل تقنية NFC تواجه تحدياً كبيراً في إثبات نفسها أمام البدائل الأخرى.
الوعي المحدود بفوائد NFC
في بعض الدول النامية والأسواق الناشئة لا يزال الوعي بتقنية NFC وفوائدها محدوداً للغاية، وذلك لعدة أسباب متمثلة في:
- ضعف المعرفة التقنية: العديد من المستخدمين في هذه الأسواق لا يعرفون كيفية إستخدام NFC أو الفوائد التي يُمكن أن تحققها هذه التقنية في حياتهم اليومية، مما يؤدي إلى تجنب استخدامها.
- عدم الثقة في التقنية: بعض المستخدمين يرون أن تقنيات الدفع اللاتلامسي مثل NFC قد تكون غير آمنة أو معقدة.
- قلة الترويج: الشركات الكبرى التي تقدم خدمات تعتمد على NFC لم تركز بعد على الترويج لهذه التقنية في الأسواق الناشئة مما يُضعِف من إنتشارها.
الفرق بين NFC والتقنيات الأخرى المشابهة
قد يتساءل البعض عن سبب إستخدام NFC بدلاً من تقنيات أخرى مثل بلوتوث و QR Code، والإجابة تَكمُن في مميزات NFC الفريدة والتي سنذكرها بشكل مبسط في هذا الجدول :
| المعيار | تقنية NFC | البلوتوث | رمز QR |
|---|---|---|---|
| نطاق الاتصال | يصل إلى 10 سم فقط، مما يزيد الأمان. | حتى 100 متر في الإصدارات الحديثة. | يعتمد على جودة الكاميرا ويصل لمسافات متوسطة. |
| السرعة | سريعة جدًا، مناسبة للدفع الفوري. | أقل من NFC ولكن مناسبة للبيانات والصوت. | أبطأ نسبيًا ويعتمد على الكاميرا. |
| الأمان | آمن بفضل النطاق القصير. | عرضة للاختراق بسبب النطاق الطويل. | عرضة للتزوير بسهولة. |
| الاستخدام | الدفع الإلكتروني، التحكم في الأجهزة الذكية. | نقل الملفات، تشغيل الأجهزة اللاسلكية. | عرض الروابط وتخزين النصوص. |
| التكلفة | منخفضة لتوافر شرائح صغيرة. | أعلى بسبب الحاجة لمكونات إضافية. | منخفضة جدًا ومجانية غالبًا. |
| استهلاك الطاقة | منخفض جدًا، مناسب للأجهزة الصغيرة. | مرتفع نسبيًا مع الاستخدام المستمر. | بدون طاقة، يعتمد على الكاميرا فقط. |
في الختام، تُعد تقنية NFC واحدة من أكثر التقنيات ابتكاراً، حيث تُغير طريقة تفاعلنا مع الأجهزة الذكية وتُبسِّط عمليات الدفع الإلكتروني ونقل البيانات. لقد أصبحت هذه التقنية جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. في هذا المقال استعرضنا كيفية عمل تقنية NFC، أبرز تطبيقاتها، وكيفية الإستفادة منها في حياتنا اليومية.
إذا أعجبك هذا المقال وترغب في اكتشاف المزيد من التقنيات الحديثة، تابعنا باستمرار على موقع لحظات تقنية. كما يمكنك متابعتنا على وسائل التواصل الاجتماعي للبقاء على اطلاع دائم بكل جديد.
هل سبق لك استخدام تقنية NFC؟ شاركنا تجربتك في التعليقات أدناه!
أسئلة شائعة
الـ NFC (الإتصال قريب المدى) هي تقنية لاسلكية تسمح بتبادل البيانات بين جهازين قريبين من بعضهما، مثل الهاتف وبطاقة الدفع.
يمكنك التحقق من إعدادات الهاتف بالبحث عن خيار 'NFC' أو 'الإتصال قريب المدى' ضمن قائمة الشبكات أو الإتصالات.
لتشغيل NFC إنتقل إلى إعدادات الهاتف وافتح قسم الشبكات ثم قُم بتفعيل خيار 'NFC'.
من أبرز التطبيقات التي تدعم NFC: تطبيقات الدفع مثل Google Pay و Apple Pay، وتطبيقات نقل البيانات وفتح الأقفال الذكية.
قُم بتفعيل NFC من الإعدادات وقرِّب الهاتف من الجهاز أو البطاقة المُراد التفاعل معها مثل جهاز دفع أو بطاقة نقل بيانات.
